المتابعون

السبت، 18 أكتوبر 2014

و مدرستاه!

بعد سنوات من الحديث عن الترقيات و المنح و المكاسب أقف وقفة المتأمل الناقد لذاتي ليس قناعة بأني كمعلم نلت ما أستحق فمع كل مليم زيادة في الراتب ثمة 1000 مليم زيادة في الأسعار في ظل اقتصاد منخرم بيد حفنة من اللصوص.
أقف و مرارة المشهد التربوي تحول واقعي و قادم أيامي إلى كوابيس
و أسأل السؤال المخيف: إلى اي هاوية نهوي؟؟
المدارس تحرق و تخرّب،و الإعتداء على المعلمين صار الخبز اليومي، ما معنى ذلك؟
للأسف يجب أن نقول ما لا نودّ قوله: لم تعد المدرسة لشرائح كثيرة من مكونات الشعب ذاك الملاذ و تلك الذكرى المشرقة في طيات الذاكرة.
لم يعد المعلم ذاك الجندي المجهول و ذاك الاب الصارم الطيب
كل ذلك قد تبخّر
شريحة شعبية واسعة تحقد على المعلم حقدا يصل حد الكره.
من المتسبب؟لماذا؟
هل سأقول بداهة: هو الإعلام و الحكومات و سياساتها التربوية و الإقتصاديّة؟.....
الإثنان يتحمّلان قسطا كبيرا في بؤس المشهد التربوي و لكن مادمتُ في لحظة مكاشفة يجب أن أتحلّى ببعض الشجاعة
نحن أيضا نتحمّل قسطا من وزر المسؤولية.
المعلّم في المجتمع هُمّش،نعم،سحق نعم. لكن السؤال:
لماذا لا نقاوم لماذا رمينا المنديل؟ أليس اهتمامنا الذي ملك علينا ألبابنا هو تحسين الدخل و اعتبار إعادة هيكلة منظومة التعليم أمرا ثانويا نختم به لوائحنا المهنية رفعا للعتب؟لنكن صادقين أكثر: ترى لو استمتنا في مطلب استقلال المدرسة و الذود عن حماها و إعادتها إلى مكانتها التي كانت عليها هل كنا سننتصر أو ننكسر؟
درّستُ بالعديد من المدارس في الأحياء الشعبية و وصلت إلى قناعة:المعلمون لم يعودوا يسيطرون على الوضع في الكثير منها بل صرت أسمع من الكثير منهم و يا للغرابة ذكر تلاميذ باسمائهم كأنهم رؤساء عصابات و يمر الأمر كأنه طبيعي و ذاك ما يزيد في حنقي.
الوجه الآخر،سائق تاكسي جماعي جاهل منذ ايام مع علمه أني مدرس لأن
ي كنت أحمل المحفظة كان يخاطب الحريف الذي في جواره -استفزازا لي- قائلا: "أوصي ابني بضرب أبناء المعلمين و المعلمات نكاية بهم" طبعا لم أستطع أن اسكت و صببت جام غضبي عليه...
مرّة أخرى: إلى أيّ درك نهوي؟؟
بيت القصيد: لنقلب المعادلة و لو مؤقّتا: لنجعل مطلبنا الأول إعادة هيبة المؤسسة التربويّة في المقام الأول،ثم المطالب الأخرى تستطيع الإنتظار،وزارة الداخليّة على فسادها في العهدين السابق و انهيارها بعد 14 جانفي استطاعت بوتيرة ممنهجة أن تعيد اليوم الإعتبار لنفسها و صارت مهابة من الجميع،هل نحن افسد من الدّاخليّة؟أين هي الإرادة الجامعة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اختبار الثلاثي الثاني /سداسي الثاني ايقاظ سنة5

 اضغط على الصورة للمرور إلى رابط الاختبار 👇